شكراً لزيارتكم
إدارة موقع ومنتديات
رابطة الجالية اليمنية بالسويد
ترحب بكم وبزيارتكم
وتتمنى لكم قضاء أوقات
طيبه في أرجاء المنتديات
وأن يطيب لكم المقام بيننا
سعداء بزيارتكم وندعوكم
للتسجيل في الموقع
ليتسنى لكم المشاركه
وتبادل الآراء فيه
ودمتم سالميين
رئيس رابطة الجالية
اليمنية بالسويد
أ/عبدالله أحمد مقبل آل-مقبل
بحـث
المواضيع الأخيرة
» هل انت عنصري ام لامن طرف نايف عبد الحميد حسين السبت نوفمبر 24, 2012 10:42 pm
» تنبيــــــــــه هام من وزارة شئون المغتربين اليمنيين للجاليات اليمنية وكافة الأخوة المغتربين
من طرف احمد ماوري الأحد نوفمبر 04, 2012 8:13 pm
» السلام عليكم الله يجمعم على خير نشاء الله
من طرف صنعاء حياتي السبت مارس 17, 2012 1:28 am
» فعاليات رمضانيه2011م
من طرف Admin الثلاثاء أغسطس 16, 2011 12:32 am
» دعاء تحس بعدة بــرأأأحة
من طرف فاروق المعمري الإثنين أغسطس 01, 2011 10:06 pm
» الرجولة والنثى
من طرف فاروق المعمري الإثنين أغسطس 01, 2011 9:54 pm
» About al shakaek association programs
من طرف Admin السبت يوليو 16, 2011 1:32 am
» قاعدة : ( لازم تسأل )
من طرف ابو ميلا د الأربعاء يونيو 29, 2011 9:03 am
» 2ـ سلسلة من الأخطاء يحب تحنبها لعظمها
من طرف ابو ميلا د السبت يونيو 25, 2011 7:02 am
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ابو ميلا د | ||||
Admin | ||||
يمني وافتخر | ||||
jojo | ||||
mohamd alsaadi | ||||
ابو امير | ||||
هدير | ||||
Eman Al Qershi | ||||
ابوميلاد | ||||
احمد مالمو |
إجتماع الهيئة الإداريه
الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 10:18 pm من طرف Admin
بسم الله الرحمن الرحيم
قرارت الهيئة الإدارية لرابطة الجاليه اليمنية بالسويد الإجتماع التشاوري بين أعضاء الرابطه والهيئة الإداريه للرابطه وبحث التطوارت الجاريه في الهيكله الإداريه حسب نظم جديدة وحديثه مطورة تتناسب …
تعاليق: 0
عداد إحصاء الزيارات
أنت الزائر رقم
تَنَاقُضَاتُ الـــمُخَالِفِين
تَنَاقُضَاتُ الـــمُخَالِفِين
محاضرة
تَنَاقُضَاتُ الـــمُخَالِفِين
لفضيلة الشيخ
محمد بن هادي المدخلي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَــٰنِ الرَّحِـيمِ
الـحَمدُ للهِ رَبِّ العَالمَيِنَ وَالعَاقِبَةُ للمُتَّقِين وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجْمَعِين وَعَلَى أتْبَاعِهِ بِإحْسَانٍ إلى يَوْمِ الدِّين، أما بعد..
فالحديث معشر الإخوان كما سمعتم وسمعتم أيضا من كلماتٍ لأخينا صاحب الفضيلة الشيخ عبد المحسن العبيكان -جَزَاهُ اللهُ خَيْرًا- في قضية السنة والتمسك بها والدعوة إليها وذلك أن الناس أحد رجلين:
الرجل الأول: ظاهرةٌ مخالَفته للسنة وواضح أمره في هـٰذا الباب، ولا يزعُم لنفسه أنه على طريق السلف الصالح -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- فهٰذا أمره واضح والجواب عليه لا يُحتاج فيه إلى كثير جهد وإتعاب في إعداد الرد؛
وإنما الشأن في الثاني: وهو الذي ذكره أخونا الشيخ عبد المحسن –جزاه الله خيراً- في تعليقه النافع، ذلكم الرجل هو الذي يدعي أنه على السنة ويدعو -كما يدّعي- إلى مذهب أهل السنة، فهٰذا ينبغي أن يُنظر إليه، وهو الذي غُزِيَ أبنائنا وفلذات أكبادنا من طريقه أو على يديه.
كيف ذلك؟ لأن صاحب الهوى الواضح والاعتقاد الفاضح المخالف لما عليه أهل السنة كما قلنا هـٰذا لا يحتاج إلى كثير عناء؛ بل أمره واضح لكل من يعرف طريقة أهل السنة والجماعة التي كان عليها أئمة السلف -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- ؛ لكن الشأن في الثاني. فهٰذا كما قال أخونا الشيخ عبد المحسن ننظر إلى واقعه العملي، هل يوافق قوله ودعواه القولية أو لا يوافق؟
فإن وافق عمله قوله فذلكم هو الصادق، والصادق ولله الحمد له علامات جلية واضحة تبرهن على صدقه لما يقول.
وإما أن يخالف عمله قوله وهٰذا الذي ابتلينا به في هـٰذه الفترات الأخيرة؛ فتنظر إلى كثرة المدعين لهٰذا الذي تقدم ذكره وإذا ما نظرت إلى أفعالهم وجدتها على خلاف أقوالهم؛
فمثلاً منذ أن جاءت حرب الخليج الثانية قبل سبعة عشر عاماً وتكلم من لا يحق له أن يتكلم، وادعى وزعم ما ادعاه وما زعمه، نظرنا إلى أقواله التي يدعي فيها أموراً يزعم أنه عليها ونظرنا إلى أفعاله وإذا الأفعال تخالف الأقوال؛ فمثلاً يزعم أنه على طريقة أهل السنة والجماعة ويأنف من أن يقول هو على الطريقة السلفية! وماهي طريقة أهل السنة والجماعة؟ هي الطريقة السلفية، ولم يزل ولا يزال علماء
الإسلام إلى يوم الناس هـٰذا يرددون هـٰذه الكلمة لا يرون فيا نكارة ولا غضاضة ولا عيباً. هؤلاء لو قالوا بهٰذا الذي قلت لكُشفوا كشفاً واضحاً بيّناً كما كُشف المبتدع الواضح الأصلي البيّن الذي لم يزعم أنه على طريقة أهل السنة.
كيف ذلك؟ الجواب أنه لو قال إنه على ما عليه السلف الصالح فتأخذ مواقفه موقفاً موقفاً:
فمنها هـٰذا الذي ذكرنا، السلف لا ينكرون النسبة إليهم؛ بل وفي حينه قبل سبعة عشر عاماً، قبل أن يتكلم كثير من المتكلمين وليس ذلك مما نفخر به؛ ولكن مما نقول هـٰذا من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون؛ فنسأل الله –جَلَّ وَعَلاَ- أن يرزقنا شكر نعمته. نقول في حينه وقلنا ما رأيكم في شيخ الإسلام؟ ما يستطيعون أن يتكلمون فيه. طيب أنتم تقولون من أوجب على الناس أو على شخص معين أنه يكون سلفياً فإنه يُستتاب؛ فإن تاب وإلا ضُربت عنقه. شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: "لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه أو اعتزى إليه؛ بل يجب (شوف لفظة الفقهاء الذين يعرفون العبارات التكليفية، خطاب الشارع) بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً". فما رأيك يا من تقول أنك على مذهب أهل السنة؟ لا يستطيع، يُلقم حجراً. ومن أراد أن يدافع عنه يُلقم حجراً.
طيب حينما تأتي إلى مسألة ثانية، منهج أهل السنة والجماعة، منهج أهل السنة والجماعة، منهج أهل السنة والجماعة، طيب الرد على المخالف، ماذا تقولون فيه؟ المخالف يقولون بيّن الخطأ ولا تبين قائله. فبهٰذا ((ما بال أقوام؟)) فبهٰذا يُقبل منك وتكون متبعاً للسنة النبوية.
نقول: إن مثل هـٰذا كمثل الجمل الأعور الذي مر بأرض ذات ربيع وجانب منها قد أُكل ورُعي؛ ولكن العين السليمة في الجانب الذي قد أُكل ورُعي فلا يرى إلا هـٰذا ويترك الخير الكثير لأنه لا يراه، وهوينا ورويداً؛ فكلام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كله ربيع، أرضٌ مخضرّة؛ فإنه -عليه الصلاة والسلام- قال: ((مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً؛ فكان منها طائفة نقية قبلت الغيث؛ فأنبتت العشب والكلأ الكثير))؛ فكلامه -عليه الصلاة والسلام- كله ربيع؛ ولكن الأرض النقية هي قلوب من يَرِد عليها هـٰذا الكلام فتنتفع في نفسها وتنفع غيرها. وهٰذا الذي مثلناه بالجمل الأعور لا يرى إلا كلام مُعَظّميه الذين يعظمهم وشبههم التي ((ما بال أقوام)) -عليه الصلاة
والسلام-؛ ولكنه قال أيضا -عليه الصلاة والسلام- ((مَن بالباب؟)) قالوا فلان -وفي رواية ((من هـٰذا؟)) قالوا فلان- قال ((بئس أخ العشيرة)) وجاءت فاطمة إليه تستشيره فقالت: إن معاوية وأبا جهم قد خطباني؛ فقال لها -عليه الصلاة والسلام-: ((أما معاوية فصعلوك لا مال له -يعني فقير رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في ذلك الحين-، وأما أبو جهم فضرّاب للنساء)) فنصحها وبيّن في كل واحد منهما عيباً يمنعها من إجابة كل واحد منهما، هـٰذا أو هـٰذا، فإذا تنازلت هٰذا عائد إليها، ثم أشار إليها بالأصلح، قال: ((انكحِ أسامة)) -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وقال -عليه الصلاة والسلام- ((إن آل فلان وآل فلان ليسوا لي بأولياء)) إلى غير ذلك من الأحاديث التي وردت عنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وقصة بريرة أيضاً حينما جاءت -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- إلى أم المؤمنين عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- تستعينها بفكاك رقبتها فاشترط مواليها أن الولاء لهم، فقام النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على المنبر خطيبا مُغضَبا؛ فقال: ((ما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله)) فهٰذا الحديث جمع ما بين أمرين:
جمع ما بين قوله ((ما بال أقوام)) وبين رده على هؤلاء وهم معروفون أيضاً، وهم موالي بريرة، ليسوا مجهولين، ثم قال لعائشة ((اعتقيها وليشترطوا ما اشترطوا، كتاب الله أحق وقضاؤه أمضى، إن الولاء لمن أعتق)) أو كما قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، إلى غير ذلك من النصوص؛
فورد عنه -عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلاَم- أنه قال هـٰذا وورد عنه -عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلاَم- أنه قال هـٰذا؛ فنحن نقول الجمع بين هـٰذه النصوص حيث يجب الستر على صاحب الغلط بأن لا يكون معروفاً بالبدعة ولا بمخالفة السنة ولا بكثرة الشذوذات ولم يشتهر عنه هـٰذا القول ولم يذع وإنما صار بينه وبين بعض إخوانه أو من تناقش معه أو كان من ذوي المروءات أو كان ممن يُرجى أن يُناقش على حدة وانفراد؛ نعم نقول هـٰذا ((ما بال أقوام)) لأنّا إن فعلنا الأول لم يكن صواباً ولم يكن صاحبه موفقاً؛ فمثل هـٰذا ينبغي أن يقال فيه ((ما بال أقوام))؛ فحصلت النصيحة وحصل التوجيه والإرشاد والتصحيح وبيان الغلط وحُفظ لصاحبه ما تعرفون.
أما الثاني: حينما يشتهر بمخالفته ويذيعها بين الناس وينتصر لها وزيادة على ذلك يدعو إليها، هـٰذا كيف يحذره الناس؟ لابد أن يقال في مثل هـٰذا "فلان احذروه"، وقد كان السلف -رَحِمَهُم اللهُ تعالىٰ- يفعلون ذلك؛ بل بعضهم كان يطوف حول البَنِيّة المعظمة (الكعبة) وهو يقول: فلان كذاب احذروه، فلان وضّاع احذروه، حتى يشهر هـٰذا في أهل الجمع فينتشر؛
فالقصد من ذلك حماية سنة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ؛ ولو فرضنا وتنزلنا وسلمنا جدلاً أن في هـٰذا تشهيراً لكانت المفسدة التي فيه أقل من أختها وهي الكذب على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونسبة شيء إلى الدين ليس منه، فأيهم أعظم منكراً؟ لا شك أن هـٰذا أعظم؛ فلو فرضنا أن هـٰذه مفسدة لقلنا إن هـٰذا من باب ارتكاب أدنى المفسدتين درءاً للعظمى -لو قلنا وسلمنا وتنزلنا- فحينما يقال بهٰذا القول نجد من هم أسعد الناس بـ ((مابال أقوام))؛ أسعد الناس هم الذين جمعوا بين النصوص والأدلة.
فمثلا إذا كتب الكاتب في مقابلتِك أنت أيها الزاعم لهٰذا الزعم وتكلم على ما أنت عليه، لماذا لا نجد عندك ((ما بال أقوام)) ؟! ليش؟ بل هو يكتب ويرد ويرقى المنبر ويخطب ويستكتب آخرين في اللقاء القادم في العدد إذا كان أسبوعياً أو شهرياً أو حولياً يطلب آخرين أن يكتبوا ويردوا، ويتصل بخطباء لأن يخطبوا ويُسجَّل ليُنشَر هـٰذا؛ فأين ذهبت ((فما بال أقوام)) ؟! راحت؛ أين هي؟ فحينئذ تعرف أن مثل هؤلاء يكيلون بمكيالين ويزنون بميزانين، إذا كالوا لأنفسهم قالوا بالأول وإذا اكتالوا لأنفسهم ضد من يُخالفهم قالوا بالثاني.
هـٰذا مثال والدليل على ذلك ذكرناه في تلك الحقبة ولعل بعضكم -ولا أقول جميعكم- لعل البعض منكم ما أدرك ذلك الوقت قبل سبعة عشر عاماً، شخص واحد يقول مقالة في مقابل بعض هؤلاء الرموز فتأتي في خلال شهر أربعة كتب مطبوعة على الورق الصقيل والإخراج الجميل من أربعة من هؤلاء الرموز مع أن الكلام كان على واحد، ثم بعد ذلك الخطب شرقاً وغرباً وشمالاًً وجنوباً، وبعد أيام تدول وتدور الدائرة فإذا به يُسأل: الخلاف الذي بينك وبين فلان؟ قال عفا الله عما مضى! ويُطوى ولا يُروى وتعاونٌ على البر والتقوى وهو بالأمس يقول فلان علماني، طيب علماني كيف أنت الآن تقول نتعاون على البر والتقوى؟ هل يُرجى من العلماني أنه يعاونك على البر والتقوى؟ أسألكم، هل يُرجى من العلماني، يعني لا تقول أنك أنت علماني؛ لكن على دعوى هـٰذا المدعي، هل يُرجى من العلماني أن يتعاون معك على البر والتقوى؟ ما يُرجى لأنه ما يعرف البر والتقوى. فانتقل بين عشية وضحاها إلى هـٰذا؛ بينما أهل السنة يقولون لا، لو كانت هـٰذه الحادثة أو غيرها حدثت عندنا، المقياس واحد ﴿إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة : 160 -وفي لفظ يهدم ما كان قبله- والتوبة تهدم ما
كان قبلها)) فهل سمعت أنت الآن أيها القائل تعاونٌ على البر والتقوى وعفا الله عما مضى ويُطوى ولا يُروى وود وإخاء وصفاء ونقاء؛ هل سمعت أنه تاب؟ هـٰذا الذي تتهمه أنت بغض النظر (أنا أوافقك على تهمتك له أم لا هـٰذا باب آخر) لكن هل ثبت عندك الآن أنه تاب؟ وأنتم تقولون لابد من التوبة؟ طيب فين هـٰذا؟! تعرفون في هٰذا أن هؤلاء يتلاعبون بعقول الناس؛ ولكن للأسف مع هـٰذا كله تجد عند هؤلاء قدرة على السيطرة على زمام الإعلام؛ ولكن ليس يصح إلا الحق والباطل مهما قام فإن نهايته إلى اضمحلال؛ فهٰذه أيضا صورة من الصور.
من الصور أيضا الكلام على أهل الأهواء والبدع، فإذا ما ذكرت صاحب هوى وصاحب بدعة قد أشهر بدعته إما في كتاب وإما في أشرطة أو في الخطب أو في الصحف فتأتي للرد عليه، يقول:
تعهّدني بنصحك في انفراد *** وجنّبني النصيحة في الجماعة
فإنّ النصح في الأقوام نوع *** من التوبيخ لا أرض استماعه
طيب هـٰذا نوع.
نظرنا إلى هؤلاء المزمجرين بهٰذه الأبيات للشافعي وإذا بك حينما ترى الكِّفة تدول عليهم لا يعرفون تعهدني بنصحك في انفراد. "هؤلاء الجامية، هؤلاء المدخلية التابعة لوزارة الداخلية، هؤلاء.." نحن نفخر بأن نكون سامعين مطيعين لولي الأمر سواء وزارة الداخلية أو وزارة الخارجية. نحن داخلنا وظاهرنا إن شاء الله سواء؛ لكن أنت أيها الكذوب تقول هـٰذا الكلام وإذا بك أنت أول واحد ممن يأتي إذا لزّت الأمور أول من يأتي يتمسح عند وزير الداخلية -وفقه الله- وإذا بك تقول قولاً لو قلت أنا عُشره لما وسعتني أرض ولا أظلتني سماء. عندك أين هـٰذا الكلام ذهب؟ لا، فالعدل هنا ضاع والوزن هنا طاش والمكيال انكسر الذي يطالبون بالكيل به فما فيه:
تعهّدني بنصحك في انفراد *** وجنّبني النصيحة في الجماعة
لا، "هؤلاء يجب أن يُكشفوا، هؤلاء المندسون يجب أن تُهتك أستارهم، هؤلاء الذين هم أذناب للسلطان يجب أن يُبين حالهم حتى يحذرهم..." وهكذا من هـٰذا القبيل، فهٰذا من العجب. ومن أعجب العجب أن يُكثروا من الترداد له حتى يوجد من يصدقه للأسف؛ فكانوا كما قيل كالكذاب يكذب الكذبة ثم يذهب يجري ينظر إلى أين انتهت، انتشرت في الآفاق أو لا، ثم بعد ذلك يأتي ويغالط نفسه حتى إنه هل قال ولا ما قال وهو يعلم أنه ما قال؛ فمثل هـٰذا موجود. أين ذهبت هـٰذه النصائح؟ لا وجود لها.
خذوا مثالا آخر: العدل في ذكر الحسنات والسيئات عند المردود عليه؛ نحن أهل السنة السائرين على منهج السلف نقول إن من يُتكلم على شخصه أحد رجلين: مترجَمٌ له تاريخياً ومُحذَّر منه ليسلم الناس من بدعته وشره؛
فأما مترجم له هـٰذه كُتب أسلافنا أرني منها كتاباً واحداً ترجم لواحد من هؤلاء الضُّلال ما ذكر ماله وما عليه في سيرته؟ الحلّاج انظر ماذا قالوا فيه، الطوسي ماذا قالوا فيه، ابن سبعين ماذا قالوا فيه، ابن سينا ماذا قالوا فيه، المعري ماذا قالوا فيه، عُدَّ من هؤلاء المبتدعة ماذا قالوا فيهم في كتب التواريخ التي تُدوِّن حياة الإنسان، كما يقولون السيرة الشخصية أو الذاتية. يُذكر هـٰذا وهٰذا؛ بل من عدل وإنصاف أهل السنة أهل الحديث أنهم إذا شكّوا في المقالة مع أنها مشهورة عن ذلك الزائغ، إذا شكوا فيها أو ما ثبتت عند بعضهم فإنه يحكم ويعلّق الحكم؛ فمثلا حينما تقرأ في (البداية والنهاية) لابن كثير تجد كثيرا من هـٰذا؛ فمثلا ترجمة المعرّي حينما جاء إليها وذكر قوله:
يدٌ بخمس مَئين عسجد وُدِيَت *** ما بالها قطعت في ربع دينار
فرد عليه السُنّي:
عِزُّ الأمانة أغلاها وأرخصها *** ذل الخيانة فافهم حكمة الباري
لما كانت أمينة كانت ثمينة فلما خانت هانت. ولما ذكر أبياته:
غيرُ مُــجدٍ في ملتي واعتـقادي*** نَوْح باكٍ ولا ترنم شـــادِ
خفف الوطء فما أظن أديــم *** الأرض إلا من هـٰذه الأجساد
إلى آخر الأبيات المنكَرة في البعث. قال فيه الإمام الحافظ ابن كثير: إن صحت هـٰذه الأبيات عنه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. هـٰذا هو العدل؛ لكن حينما تأتي إلى كتب للتحذير من المبتدعة وكشف حال هؤلاء الضُلاّل الزائغين فإنك لا تجد إلا فلان قدري ، فلان مرجئ، فلان خارجي، فلان شيعي، فلان رافضي، فلان وضّاع، وهكذا لأن المقصد إيصال الفائدة بأقصر عبارة وهٰذا الذي يقتضيه المقام.
قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ((أما معاوية فصعلوك لا مال له وأما أبو جهم فضرّاب للنساء؛ انكحي أسامة)) الموقف موقف مشاورة، ما تحتاج تخبرها قصة أسامة كلها، قصة فلان كلها، لا هي
الآن مستنصحة فأعطاها الجواب المفيد نعم، فيما يتعلق بموضوعها: هـٰذا ما يصلح يضرب النساء، وهٰذا ما يصلح قال ((فصعلوك لا مال له)) -رَضِيَ اللهُ تعالىٰ عَنْهُمَا- فكان ناصحاً -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وأطبق أئمة السنة على هـٰذا وهٰذه كتب الحديث شاهدة؛
أما الثاني فلا؛ تأتي إلى هـٰذا، هـٰذا هو العدل أو لا؟ طيب، أنت العدل عندك ماهو؟ في كل الأحوال أن تذكر ما له وما عليه. تعالَ إلى أهل السنة إلى السلفيين، حينما يذكرونهم لا يذكرون لهم حسنة واحدة أبداً! ما يذكرونهم إلا بأخبث الأوصاف الكاذبة.
وأضرب لكم مثالاً كما يقولون وخلّوه على المكشوف كما يقولون، فما شابت رؤوسنا ولا لِحانا إلا من هـٰذا. الشاهد، لمّا ترجموا للشيخ محمد أمان -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه- تلكم الترجمة الكاذبة الفاجرة البائرة -قطع الله يد كاتبها- ما رأينا فيها ولا نصف حسنة ولا نصف حقيقة، بينما حينما تسمع كلام العلماء الذي يزعم بعض هؤلاء أنهم يُجلونهم وهم المرجع في هـٰذا الرجل، هـٰذا الرجل اسمع فيه كلام العلماء المعتبرين أئمة الهدى في هـٰذا العصر، منهم من سار إلى الله ومنهم من هو باقٍ -نسأل الله أن يثبتنا وإياه وأن يختم لنا وله بخير-، تجد ثناء هؤلاء الأئمة المعتبرين وتجد قُبح هؤلاء الأفاكين الوضاعين الكذابين، طيب فين العدل؟ أين هو؟
أنتم تقولون إن الله ذكر أهل الكتاب فذكرهم بالعدل فقال: ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ﴾، ﴿وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ﴾ الآية. فذكر لهم ما لهم وما عليهم؛ بغض النظر عن هـٰذا الاستدلال ما هو صحيح؛ لكن سلّمنا أنه صحيح، طيب اجعلونا بمنزلة أهل الكتاب بس، اذكروا على فهمكم للدليل، اجعلونا بمنزلة أهل الكتاب، أهل السنة السلفيين اجعلوهم بمنزلة أهل الكتاب في العدل الذي تزعمونه وأن الله في كتابه عدل مع أهل الكتاب فذكر طائفة من أهل الكتاب بالأمانة وطائفة بالخيانة مع أن الدليل صحيح والاستدلال غير صحيح، كيف ذلك؟
نقول لهم أنه حينما ذكر لهم الطائفة الخائنة لم يذكر لها حسنة، قال: ﴿وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ﴾ هل مدح بشيء؟ ما مدحه بشيء مع أنه يقيناً له حسنات وحينما ذكر من له حسنات هل ذكره بسيئات؟ مع العلم أنه لا يخلُ من أخطاء وسيئات. قال ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ﴾ هـٰذا طائفة ذكره مدحاً ولم يذكر شيئاً من الذم ﴿وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ
إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً﴾ فذكره بالذم والخيانة ولم يذكر له حسنة، هـٰذا هو الاستدلال الصحيح؛ لكن سلمنا على الأول، استدلالكم، فأين الجواب؟ ما في، لا عدل.
وهكذا الأمثلة كثيرة، إذا جئت إلى الردود على أهل الأهواء والبدع قالوا: أنتم تضعفون الإسلام وتفرقون المسلمين! كيف هٰذا؟ قالوا: الأعداء الأصليون يتربصون بنا ونحن قاعدون وجالسون نتناحر فيما بيننا!
إن هـٰذا الكلام صحيح، أما أننا نتناحر فغير صحيح! وأما أننا نبين الحق حتى يسلكه الناس فتصفوَ عقيدتهم ويستقيموا على أمر ربهم فيحصل لهم ما وعدهم به من النصر والتمكين فهٰذا لابد منه. وأنتم ماذا تريدون؟ قالوا: لا، يؤخر الجواب ولا يُرَدّ على هؤلاء. ماشي؛ حينما يتكلم واحد من أهل السنة تجد الكتب عشرات توزع بالمجان وفيها من الأكاذيب ما لا يعد ولا يحصى: أدعياء السلفية، الذين يقولون، الذين يقولون، الذين يقولون، أنا أشتهي أن يُسموا لي واحداً يقول بكذا ويأتوا بمقالته كما قال؛ لأنهم كذابون إما أن يُسموا ويخونوا في النقل، وإما أن لا ينقلوا ولا يُسمّوا؛ لأنهم لو نقلوا لانكشفوا وهٰذا هو التلبيس. فهؤلاء لا لأصلهم التزموا ولا لمن خاصموا أنصفوا ويطالبون بأن ينصفوا في حين أنهم هم لا يقولون بالإنصاف ولا يعملون به؛ فأين هـٰذه الدعاوى التي هم عليها من واقعهم العملي، أين هي؟
طيب، إذا جئت إليهم في كتب الردود يقولون:
هـٰذه الكتب تحدث بلبة وما ينبغي، وهٰذه الكتب فيها كذا وفيها كذا ولا تصلح للناس العامة؛
طيب لا تصلح للعامة نعطيها الخاصة، أهل العلم؟ لا، ما يصح!
طيب ما المقصد؟ لا تردوا !
نأتي إلى السلف أهل السنة نجدهم ما يتركون مبتدعاً؛ بل من مناقبهم الجميلة ومآثرهم الحميدة أنهم لا يستطيع مزي!ف ولا مبتدع أن يزيّف في هـٰذا الدين شيئاً ولا يبتدع فيه شيئاً وهم أحياء؛ فهم أمنة لهٰذا الدين وحفظة له بتوفيق الله -جَلَّ وَعَلا- لهم؛ هـٰذه كتبهم في الردود لا تزال على المبتدعة جيلاً فجيل، قرناً فقرن، إن شئت المذاهب وإن شئت الأشخاص، إن شئت كتباً مفردة في الأشخاص وجدتَ، وإن شئت كتباً مفردة في المذاهب وجدت، وإن شئت كتباً ضمنية في الأشخاص وجدت وإن شئت كلاماً ضمنياً في المذاهب وجدت، موجودة فلا يزالون يتفاخرون بها ويجعلون ذلك من منة الله –جَلَّ وَعَلا-
العظيمة عليهم ويسألون الله -جَلَّ وَعَلا- أن يثبتهم على ذلك؛ فأين أنت من هؤلاء؟ لا، هنا الآن ينقطع، وهنا نرجع إلى الكلام الذي بدأناه فنقول: يصدق على هؤلاء قول القائل:
والدعاوى إن لم تقيموا عليها *** بينات أصحابها أدعيـاءُ
والنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبل هـٰذا كله يقول: ((لو يعطى الناس بدعواهم لادعى أقوام -وفي لفظ أناس- دماء أناس وأموالهم؛ ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر)) فمن ادعى شيئاً فعليه أن يثبته بالدلائل وإلا فهو كاذب، وهٰذا كثير في الساحة لا تستطيع أن تعُده وأضرب لكم مثالين فقط:
بالأمس، ليس المقصد بالأمس الثلاثاء؛ ولكن كل ما فات فهو أمس، بالأمس كانوا يعيرون مشايخ المدينة خصوصاً والسلفيين عموماً بأنهم ساكتون عن الروافض، وهٰذا كتبهم ومقالاتهم وأشرطتهم موجودة بأصواتهم بألسنتهم إلى يومنا هـٰذا شاهدة ولله الحمد، كل شيء مسجل وإن شئت أنا أعطيك اسم الشريط ولا تأخذه من تسجيلات سلفية ولا تأخذه من شخص سلفي، اذهب إلى تسجيلاتهم تجد هـٰذا الكلام فيه. طيب يقولون أهل المدينة ساكتين عن الروافض، عن النخاولة عندهم وهمهم كله حرب الدعاة وهٰذا كذب يعرف ذلك كل من يعرف، المشايخ -ولله الحمد- وما في أحد يكشف عوار الروافض مثل مشايخ الدعوة السلفية ولله الحمد في كل زمان وفي كل مكان، وما أهل المدينة إلا جزء من علماء السلف في هـٰذا العصر، وانظر تجد السلفي في الرياض والسلفي في الشرقية والسلفي في الشمال والسلفي في الجنوب والسلفي في الغرب والسلفي في الشرق كلهم مجمعون على عداوة الروافض ما بين ناشر لكتاب وما بين محذر منهم إذا دعى التحذير منهم في مجلس أو في خطبة، ما بين مبين حال خبث هؤلاء الأقوام في محاضرات إذا دعت الحاجة ونحو ذلك، نعم.
طيب، هَبوا أننا سكتنا عن الروافض خلاص تنزّلنا، هـٰذا القول سلّمنا أنه صحيح وهو من أنكر المنكر؛ لكن سلمنا أنه صحيح، جاؤونا هم، هؤلاء القائلون لهٰذا القول يطالبون بحقوق الروافض فما بين واحد موقعه في الإنترنت وما بين ثان يطالب به بأشرطة وما بين ثالث يطالب به في الجرائد وما بين رابع يطالب به في القنوات الفضائية، لا حياء ولا خجل من الله ولا من خلقه؛ فهب أننا سكتنا عن الروافض، أيهم شر؟ الساكت عن الرد أم المطالب بنصرة الباطل وأهله؟ وهٰذا موجود؛ لكن يا ناس أين من يعي، أين من يجتمع، يدمدمون المسائل وخلاص،وعفا الله عما مضى! لا، إما أن تُبتر وإما أن تُحفر حتى يوصل
إلى الجلد أو اللحم الأحمر ثم يُحشى بالترياق الصحيح الذي يدفن هـٰذا الجرح ويلتئم على الصفاء، هـٰذا لا يُمكن أن يقبلوه؛
فلأجل ذلك يا معشر الإخوان، هؤلاء حريصون على الإعلام، وحرصهم على الإعلام لم يأتِ من فراغ وإنما لأن مؤسس مذهبهم كان ينادي بذلك، كما هو في كتب الإخوان ومن يقرأ كتاباً واحداً فقط وهو كتاب (الإخوان المسلمون: أحداث صناعة التاريخ) يجد هـٰذا ، يجد الذي سمعتموه أنتم في الآونة الاخيرة من الكذب والغش والخداع وجمع التبرعات باسم جمعيات لا وجود لها أو جمعيات في الاسم في الظاهر أنها للجمعية الفلانية وهم يسرقونها. يقول محمود عبد الحليم: "كنا إذا وقع الإخوان المسلمون في ضائقة رفعنا شعار التبرع باسم القضية الفلسطينية"
هـٰذا مكتوب، تبرع جمعية تحفيظ القرآن، ورأيتموه قبل سنتين أو ثلاث سنوات، أين تذهب هٰذه التبرعات؟ لنصرة الذين تعرفون، أصحاب هـٰذا الفكر المنحرف، الإرهاب الذي أتى على الأخضر واليابس في فترة من الفترات؛ ولكن الله -جل وعلا- لهؤلاء بالمرصاد والحمد لله الذي كسر شوكتهم وهٰذه سنة الله في كل خارجي في كل زمان ومكان، كلما خرج منهم قرن كُسر، قُطع، شُف، ما...، يقطع ، ولا يزالون يخرجون، أنتم كونوا على إياس من أن الخوارج سينتهون، هـٰذا غسلوا قلوبكم منه، أبداً لا يمكن أن يتم؛ لكن كلما ظهر منهم قرن قطع، يقطع مرة واحدة حتى يخرج آخرهم مع الدجال؛ لكن من الذي يقطعه؟ أهل السنة ولله الحمد، هـٰذه الآن الأيام التي مضت رأيتها؛
"كنا إذا وقع الإخوان المسلمون في ضائقة مالية رفعنا شعار التبرع باسم القضية الفلسطينية.."
تبرعوا للتحفيظ، تبرعوا للتحفيظ، تبرعوا للجمعيات الخيرية، إلخ، وُجدت هـٰذه الصناديق مكذوبة وأن الذي يُتبرع به يذهب إلى من؟ يذهب إلى هـٰذه الأيدي الآثمة والطرائق المشبوهة التي لا تُنتج إلا هؤلاء.
طيب، هـٰذا القول الآن الذي يقوله هؤلاء، هل جاؤوا به من فراغ أو من مؤسسيهم؟ من مؤسسيهم.
"كنا إذا وقع الإخوان المسلمون في ضائقة مالية رفعنا شعار التبرع باسم القضية الفلسطينية.." واحنا مساكين من الابتدائي نتبرع "ريال فلسطين"، "ريال فلسطين"، أتاري ريال فلسطين ماهو لفلسطين! يروح عند الإخوان المسلمين. تذكرون هـٰذا في الصغر؟ مر بكم "ريال فلسطين"؟ كان يمر "ريال فلسطين" تبرعوا لفلسطين، أتاري ريال فلسطين للإخوان المسلمين. وبعدين كلها لهم كما صرح بذلك محمود عبد الحليم ودريشة وعلّام عنهم وإلخ،... هم، في جيوبهم، مؤلفة قلوبهم، هم، في جيوبهم، الفقراء
هم، في جيوبهم، المساكين هم، في جيوبهم، العاملون عليها هم، الماسكين لها في جيوبهم، كل الأطراف الثمانية هم، واحد؛ والله هـٰذا موجود، ما قلته لإضحاكم؛ لكن اقرؤوا كتبهم؛ فغَصّوا يا معشر الإخوان، غصّوا بطائفة قامت عرفتهم من أول يوم ولله الحمد كان لها ثمار، أهل العلم، بيّن مشايخ المدينة وأهل العلم تفهموا، عُرضت عليهم هـٰذه الأشرطة، قالوا مقالتهم، وكان من نتائج ذلك -ولله الحمد- وجود إخواننا هؤلاء والذين أنتم بعضهم -ولله الحمد- الآن الصوت في الرياض السلفي والصوت هنا في الشباب، في طلبة العلم الشباب؛ لأن الشباب له قوة وله اندفاعة وله انطلاقة؛ فإما ان يوجه للخير وإما أن يوجه للشر، فلله الحمد. قبل، أذكر في أول قيام هـٰذه الفتن ما كنت تجد في المدن إلا الواحد والاثنين، الحمد لله فلله الحمد، الآن تنظر تجد في كل بلدة ولله الحمد، ثم تكشفت الأحوال فبان هؤلاء زيادة. الإعلام.
يقول أيضا في هـٰذا الكتاب: "ولقد كان الإخوان المسلمون يعيشون وضعاً شديد العسر حيث تطاعلهم كل يوم الصحف التي تجانب الدولة، كلها تمطر الإخوان بالافتراء عليهم -هكذا يقول طبعاً على حسب دعواه- وكيل التهم لهم، بينما هم لا يملكون صحيفة واحدة؛ فأدرك الإخوان أن الكلمة لها من الوقع في النفوس والتأثير ماهو أشد من البندقية والمدفع، فحرصوا على أن يستغلوا الإعلام، فسعوا في كثير من البلدان للسيطرة عليها؛ فتجد هؤلاء إذا جاء الكاتب منهم، وإذا بعشرات يكتبون معه، كلهم يؤيدون كتابته، هو يطرحهم وراءه؛ لـمَ؟ لأن الإعلام له أثر في الناس. الآن قامت لهم قنوات، وأنتم الذي لا يشاهد يسمع، ولله الحمد السلفيون أهل السنة ما هم متقوقعون، يرون، ويعيشون واقعهم؛ قالوا: الجهل بالواقع، الجهل بالواقع! لما وجدوا السلفيين أعرف الناس بالواقع حاربوهم لأنهم أول ما وقع على بلاهم السلفيون، هم الذين كشفوهم فقامت الحرب على السلفيين؛ لأنهم هم الخبراء بالواقع حقاً.
فالشاهد، لما جاء هـٰذا الباب، الآن ترون قنوات للصوفية، صح ولا لا؟ فضائية. قنوات لمن؟ للورافض، قنوات للإخوان؛ انظر في هـٰذه القنوات، جد لي دجاجة واحدة سلفية تطلع فيها إن كان صح هـٰذا التعبير، ما تجد سلفياً واحداً يدخل هـٰذه القنوات ولله الحمد؛ بينما هم اللي بالأمس أربعة أشرطة في الرد على الصوفية، الآن يظهر في القنوات الصوفية؛ كتاب في الرد على الأشاعرة، الآن يطلع وينصر الأشاعرة، وكتبه موجودة وأشرطته موجودة. أمس يتكلمون ويقولون أنتم ساكتون عن الروافض، اليوم هم الذين يدعون إلى التعايش مع الروافض!
فهؤلاء حقيقة ما عندهم دين ينطلقون منه، وإنما دينهم دينارهم وعقيدتهم عُملتهم ومنهجهم غايتهم التي يرسمون نصرتها، وهي هـٰذا المذهب الذين يسعون إليه، إقامة هـٰذه الدولة المنشودة؛ وهٰذا الكلام ما جئت به أنا من عندي، هـٰذا صرح به حسن البنا، أول ما قال أن دعوة الإخوان ما قامت إلا لاسترداد الخلافة؛ فهم ساعون من ذلك اليوم لأجل هـٰذا ويتلونون في كل زمان بما يناسبهم؛ فإذا قويت شوكة أهل السنة نافقوهم، وإذا ضعفت شوكة أهل السنة أو ظنوا أنها ضعفت ظهروا؛ ففي حرب الخليج الثانية، حرب الكويت، ظنوا أن أهل السنة انتهوا، ما عاد فيه إلا الإخوان، هـٰذه دولتهم، خلاص ظهروا؛ لما احبط الله كيدهم ورد باطلهم وكشف عوارهم وأطفأ نارهم وأبدى مخازيهم رجعوا هم الآن، اللي أمس يقولون على السلفيين أنهم عملاء وأنهم عند الولاة، هم أول واحد تجدهم هم عن الولاة!
يا معشر الشباب، الذي أدعوكم له أن تتفكروا في هـٰذا وأن تتدبروا وأن تلازموا إخوانكم الذين عاشوا هـٰذه الفترة ومرت بهم وعرفتهم، تستفيدون منهم، هـٰذا باب.
الباب الآخر ونختم به، مع هـٰذا أهل السنة ماشون مشياً متوازياً تحذيرهم من الباطل وفي نفس الوقت تربية، تعليم، تدريس؛ فلا يستهـين الوقت يذهب؛ نعم الرد على البدع جهاد، من أعظم أبواب الجهاد والقائم به مجاهد والواحد يحيي الله به أمة. شيخ الإسلام كان واحد لحاله فأحيا الله به الأمة ولا نزال نستفيد من كتبه إلى يومنا هـٰذا.
نعم فالشاهد، هـٰذا البناء لابد أن يقوم باعتدال، يقوم بتوازي، تحذير من الباطل وأهله وفي الوقت نفسه لا يهمل الأبناء تضرب فيهم العيوب
يا معشر الشباب، يا معشر الإخوان، العلماء موجودون فانتهزوها فرصة، اقرؤوا عليهم، اقرؤوا على أيديهم، حصلوا قبل أن يذهبوا فتندموا عليهم.
أقرأ لبعض هؤلاء في بعض رسائلهم عدد يقول: "وللأسف لم يحصل لي الشرف للتتلمذ عليه". الله يقطع دابر العدو! أنت تعيش عنده في الرياض، ايش اللي منعك ما تتلمذ عليه؟! ليش؟ التوجيه الحزبي، ونحن عشنا في الرياض، أنا أعرف الرياض ما هو من اليوم، أعرفه وأنا طفل، كنت أقيل تحت جبل ابو مخروق عند غنم شميتان في رمضان، أنا أعرف الرياض قطعة قطعة، وحدّ الرياض شمالاً كان وزارة الداخلية الآن، في المطلاع هـٰذا، ما تزيد عنه الرياض.
فالشاهد، هٰذا الأمر حينما تنظر تتأسف، "ما حصلت لي الفرصة "، هل أنت في خراسان أو في نيسابور أو في الأندلس أو أنت في عدن أو أنت في شمال تترستان ؟!! أين أنت؟ أنت تعيش معي في الرياض! إيش المانع؟ المانع، كما قلت لكم أنا أعلم، سمعته أذناي ووعاه قلبي ورأته عيناي، كانوا يقولون لا تأتون بالشباب للمحاضرة لا لا بس خلوا وقت الأسئلة عند الشيخ -الله يغفر له- إذا توفر باقي وقت تأتون بهم لأنهم يعدون أسئلة ويأتون يطرحونها على الشيخ، والشيخ عالم؛ النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((إنما أنا بشر أقضي لكم على نحو مما أسمع، فمن كان ألحن بحجته من بعض قضيت له؛ فمن قضيت له بشيء من مال أخيه فإنما أقطع له قطعة من نارٍ إسطاما، فمن شاء فليأخذها ومن شاء فليدعها)) كما جاء في الصحيح؛ فهٰذا هو المقصد: هم لا يقولون هـٰذا، ليش؟ لأنهم إذا جاؤوا بالشباب، جاؤوا بالناشئة إلى هؤلاء العلماء، بينوا لهم وكشفوا لهم، فهم في حماية ولأجل ذلك سَهُل في المراحل السابقة التي كانت ومضت، سهُل عليهم اصطايدهم أما الآن فلله الحمد والمنّة، نرى هـٰذه الوجوه ونرى إخواننا أينما توجهنا، نرى إقبالاً على السنة، نرى ولله الحمد إخواننا الأساتذة طلبة العلم ولله الحمد ممن نفع الله بهم في جميع أصقاع المملكة فجزاهم الله خيرا
وأسأل الله -سُبْحَانَهُ وتعالىٰٰٰٰ- أن يبارك لي ولكم في أعمارنا جميعاً وأن يوفقنا وإياكم لاتباع سنة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأن يجعلنا ممن ينهل من العلماء الموجودين، علماء السنة بين يديه قبل أن يفوتوا عليه، كما نسأله -سبحانه وتعالىٰٰٰٰ- أن يرزقنا الفقه في الدين والثبات على الهدى حتى نلقاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، ولعلي أكتفي بهٰذا عن هٰذا السيل من هـٰذه السؤالات وهٰذا السيل الباقي وصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ على نبينا محمد.
تم بحمد الله
تَنَاقُضَاتُ الـــمُخَالِفِين
لفضيلة الشيخ
محمد بن هادي المدخلي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَــٰنِ الرَّحِـيمِ
الـحَمدُ للهِ رَبِّ العَالمَيِنَ وَالعَاقِبَةُ للمُتَّقِين وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجْمَعِين وَعَلَى أتْبَاعِهِ بِإحْسَانٍ إلى يَوْمِ الدِّين، أما بعد..
فالحديث معشر الإخوان كما سمعتم وسمعتم أيضا من كلماتٍ لأخينا صاحب الفضيلة الشيخ عبد المحسن العبيكان -جَزَاهُ اللهُ خَيْرًا- في قضية السنة والتمسك بها والدعوة إليها وذلك أن الناس أحد رجلين:
الرجل الأول: ظاهرةٌ مخالَفته للسنة وواضح أمره في هـٰذا الباب، ولا يزعُم لنفسه أنه على طريق السلف الصالح -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- فهٰذا أمره واضح والجواب عليه لا يُحتاج فيه إلى كثير جهد وإتعاب في إعداد الرد؛
وإنما الشأن في الثاني: وهو الذي ذكره أخونا الشيخ عبد المحسن –جزاه الله خيراً- في تعليقه النافع، ذلكم الرجل هو الذي يدعي أنه على السنة ويدعو -كما يدّعي- إلى مذهب أهل السنة، فهٰذا ينبغي أن يُنظر إليه، وهو الذي غُزِيَ أبنائنا وفلذات أكبادنا من طريقه أو على يديه.
كيف ذلك؟ لأن صاحب الهوى الواضح والاعتقاد الفاضح المخالف لما عليه أهل السنة كما قلنا هـٰذا لا يحتاج إلى كثير عناء؛ بل أمره واضح لكل من يعرف طريقة أهل السنة والجماعة التي كان عليها أئمة السلف -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- ؛ لكن الشأن في الثاني. فهٰذا كما قال أخونا الشيخ عبد المحسن ننظر إلى واقعه العملي، هل يوافق قوله ودعواه القولية أو لا يوافق؟
فإن وافق عمله قوله فذلكم هو الصادق، والصادق ولله الحمد له علامات جلية واضحة تبرهن على صدقه لما يقول.
وإما أن يخالف عمله قوله وهٰذا الذي ابتلينا به في هـٰذه الفترات الأخيرة؛ فتنظر إلى كثرة المدعين لهٰذا الذي تقدم ذكره وإذا ما نظرت إلى أفعالهم وجدتها على خلاف أقوالهم؛
فمثلاً منذ أن جاءت حرب الخليج الثانية قبل سبعة عشر عاماً وتكلم من لا يحق له أن يتكلم، وادعى وزعم ما ادعاه وما زعمه، نظرنا إلى أقواله التي يدعي فيها أموراً يزعم أنه عليها ونظرنا إلى أفعاله وإذا الأفعال تخالف الأقوال؛ فمثلاً يزعم أنه على طريقة أهل السنة والجماعة ويأنف من أن يقول هو على الطريقة السلفية! وماهي طريقة أهل السنة والجماعة؟ هي الطريقة السلفية، ولم يزل ولا يزال علماء
الإسلام إلى يوم الناس هـٰذا يرددون هـٰذه الكلمة لا يرون فيا نكارة ولا غضاضة ولا عيباً. هؤلاء لو قالوا بهٰذا الذي قلت لكُشفوا كشفاً واضحاً بيّناً كما كُشف المبتدع الواضح الأصلي البيّن الذي لم يزعم أنه على طريقة أهل السنة.
كيف ذلك؟ الجواب أنه لو قال إنه على ما عليه السلف الصالح فتأخذ مواقفه موقفاً موقفاً:
فمنها هـٰذا الذي ذكرنا، السلف لا ينكرون النسبة إليهم؛ بل وفي حينه قبل سبعة عشر عاماً، قبل أن يتكلم كثير من المتكلمين وليس ذلك مما نفخر به؛ ولكن مما نقول هـٰذا من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون؛ فنسأل الله –جَلَّ وَعَلاَ- أن يرزقنا شكر نعمته. نقول في حينه وقلنا ما رأيكم في شيخ الإسلام؟ ما يستطيعون أن يتكلمون فيه. طيب أنتم تقولون من أوجب على الناس أو على شخص معين أنه يكون سلفياً فإنه يُستتاب؛ فإن تاب وإلا ضُربت عنقه. شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: "لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه أو اعتزى إليه؛ بل يجب (شوف لفظة الفقهاء الذين يعرفون العبارات التكليفية، خطاب الشارع) بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً". فما رأيك يا من تقول أنك على مذهب أهل السنة؟ لا يستطيع، يُلقم حجراً. ومن أراد أن يدافع عنه يُلقم حجراً.
طيب حينما تأتي إلى مسألة ثانية، منهج أهل السنة والجماعة، منهج أهل السنة والجماعة، منهج أهل السنة والجماعة، طيب الرد على المخالف، ماذا تقولون فيه؟ المخالف يقولون بيّن الخطأ ولا تبين قائله. فبهٰذا ((ما بال أقوام؟)) فبهٰذا يُقبل منك وتكون متبعاً للسنة النبوية.
نقول: إن مثل هـٰذا كمثل الجمل الأعور الذي مر بأرض ذات ربيع وجانب منها قد أُكل ورُعي؛ ولكن العين السليمة في الجانب الذي قد أُكل ورُعي فلا يرى إلا هـٰذا ويترك الخير الكثير لأنه لا يراه، وهوينا ورويداً؛ فكلام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كله ربيع، أرضٌ مخضرّة؛ فإنه -عليه الصلاة والسلام- قال: ((مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً؛ فكان منها طائفة نقية قبلت الغيث؛ فأنبتت العشب والكلأ الكثير))؛ فكلامه -عليه الصلاة والسلام- كله ربيع؛ ولكن الأرض النقية هي قلوب من يَرِد عليها هـٰذا الكلام فتنتفع في نفسها وتنفع غيرها. وهٰذا الذي مثلناه بالجمل الأعور لا يرى إلا كلام مُعَظّميه الذين يعظمهم وشبههم التي ((ما بال أقوام)) -عليه الصلاة
والسلام-؛ ولكنه قال أيضا -عليه الصلاة والسلام- ((مَن بالباب؟)) قالوا فلان -وفي رواية ((من هـٰذا؟)) قالوا فلان- قال ((بئس أخ العشيرة)) وجاءت فاطمة إليه تستشيره فقالت: إن معاوية وأبا جهم قد خطباني؛ فقال لها -عليه الصلاة والسلام-: ((أما معاوية فصعلوك لا مال له -يعني فقير رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في ذلك الحين-، وأما أبو جهم فضرّاب للنساء)) فنصحها وبيّن في كل واحد منهما عيباً يمنعها من إجابة كل واحد منهما، هـٰذا أو هـٰذا، فإذا تنازلت هٰذا عائد إليها، ثم أشار إليها بالأصلح، قال: ((انكحِ أسامة)) -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وقال -عليه الصلاة والسلام- ((إن آل فلان وآل فلان ليسوا لي بأولياء)) إلى غير ذلك من الأحاديث التي وردت عنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وقصة بريرة أيضاً حينما جاءت -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- إلى أم المؤمنين عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- تستعينها بفكاك رقبتها فاشترط مواليها أن الولاء لهم، فقام النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على المنبر خطيبا مُغضَبا؛ فقال: ((ما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله)) فهٰذا الحديث جمع ما بين أمرين:
جمع ما بين قوله ((ما بال أقوام)) وبين رده على هؤلاء وهم معروفون أيضاً، وهم موالي بريرة، ليسوا مجهولين، ثم قال لعائشة ((اعتقيها وليشترطوا ما اشترطوا، كتاب الله أحق وقضاؤه أمضى، إن الولاء لمن أعتق)) أو كما قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، إلى غير ذلك من النصوص؛
فورد عنه -عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلاَم- أنه قال هـٰذا وورد عنه -عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلاَم- أنه قال هـٰذا؛ فنحن نقول الجمع بين هـٰذه النصوص حيث يجب الستر على صاحب الغلط بأن لا يكون معروفاً بالبدعة ولا بمخالفة السنة ولا بكثرة الشذوذات ولم يشتهر عنه هـٰذا القول ولم يذع وإنما صار بينه وبين بعض إخوانه أو من تناقش معه أو كان من ذوي المروءات أو كان ممن يُرجى أن يُناقش على حدة وانفراد؛ نعم نقول هـٰذا ((ما بال أقوام)) لأنّا إن فعلنا الأول لم يكن صواباً ولم يكن صاحبه موفقاً؛ فمثل هـٰذا ينبغي أن يقال فيه ((ما بال أقوام))؛ فحصلت النصيحة وحصل التوجيه والإرشاد والتصحيح وبيان الغلط وحُفظ لصاحبه ما تعرفون.
أما الثاني: حينما يشتهر بمخالفته ويذيعها بين الناس وينتصر لها وزيادة على ذلك يدعو إليها، هـٰذا كيف يحذره الناس؟ لابد أن يقال في مثل هـٰذا "فلان احذروه"، وقد كان السلف -رَحِمَهُم اللهُ تعالىٰ- يفعلون ذلك؛ بل بعضهم كان يطوف حول البَنِيّة المعظمة (الكعبة) وهو يقول: فلان كذاب احذروه، فلان وضّاع احذروه، حتى يشهر هـٰذا في أهل الجمع فينتشر؛
فالقصد من ذلك حماية سنة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ؛ ولو فرضنا وتنزلنا وسلمنا جدلاً أن في هـٰذا تشهيراً لكانت المفسدة التي فيه أقل من أختها وهي الكذب على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونسبة شيء إلى الدين ليس منه، فأيهم أعظم منكراً؟ لا شك أن هـٰذا أعظم؛ فلو فرضنا أن هـٰذه مفسدة لقلنا إن هـٰذا من باب ارتكاب أدنى المفسدتين درءاً للعظمى -لو قلنا وسلمنا وتنزلنا- فحينما يقال بهٰذا القول نجد من هم أسعد الناس بـ ((مابال أقوام))؛ أسعد الناس هم الذين جمعوا بين النصوص والأدلة.
فمثلا إذا كتب الكاتب في مقابلتِك أنت أيها الزاعم لهٰذا الزعم وتكلم على ما أنت عليه، لماذا لا نجد عندك ((ما بال أقوام)) ؟! ليش؟ بل هو يكتب ويرد ويرقى المنبر ويخطب ويستكتب آخرين في اللقاء القادم في العدد إذا كان أسبوعياً أو شهرياً أو حولياً يطلب آخرين أن يكتبوا ويردوا، ويتصل بخطباء لأن يخطبوا ويُسجَّل ليُنشَر هـٰذا؛ فأين ذهبت ((فما بال أقوام)) ؟! راحت؛ أين هي؟ فحينئذ تعرف أن مثل هؤلاء يكيلون بمكيالين ويزنون بميزانين، إذا كالوا لأنفسهم قالوا بالأول وإذا اكتالوا لأنفسهم ضد من يُخالفهم قالوا بالثاني.
هـٰذا مثال والدليل على ذلك ذكرناه في تلك الحقبة ولعل بعضكم -ولا أقول جميعكم- لعل البعض منكم ما أدرك ذلك الوقت قبل سبعة عشر عاماً، شخص واحد يقول مقالة في مقابل بعض هؤلاء الرموز فتأتي في خلال شهر أربعة كتب مطبوعة على الورق الصقيل والإخراج الجميل من أربعة من هؤلاء الرموز مع أن الكلام كان على واحد، ثم بعد ذلك الخطب شرقاً وغرباً وشمالاًً وجنوباً، وبعد أيام تدول وتدور الدائرة فإذا به يُسأل: الخلاف الذي بينك وبين فلان؟ قال عفا الله عما مضى! ويُطوى ولا يُروى وتعاونٌ على البر والتقوى وهو بالأمس يقول فلان علماني، طيب علماني كيف أنت الآن تقول نتعاون على البر والتقوى؟ هل يُرجى من العلماني أنه يعاونك على البر والتقوى؟ أسألكم، هل يُرجى من العلماني، يعني لا تقول أنك أنت علماني؛ لكن على دعوى هـٰذا المدعي، هل يُرجى من العلماني أن يتعاون معك على البر والتقوى؟ ما يُرجى لأنه ما يعرف البر والتقوى. فانتقل بين عشية وضحاها إلى هـٰذا؛ بينما أهل السنة يقولون لا، لو كانت هـٰذه الحادثة أو غيرها حدثت عندنا، المقياس واحد ﴿إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة : 160 -وفي لفظ يهدم ما كان قبله- والتوبة تهدم ما
كان قبلها)) فهل سمعت أنت الآن أيها القائل تعاونٌ على البر والتقوى وعفا الله عما مضى ويُطوى ولا يُروى وود وإخاء وصفاء ونقاء؛ هل سمعت أنه تاب؟ هـٰذا الذي تتهمه أنت بغض النظر (أنا أوافقك على تهمتك له أم لا هـٰذا باب آخر) لكن هل ثبت عندك الآن أنه تاب؟ وأنتم تقولون لابد من التوبة؟ طيب فين هـٰذا؟! تعرفون في هٰذا أن هؤلاء يتلاعبون بعقول الناس؛ ولكن للأسف مع هـٰذا كله تجد عند هؤلاء قدرة على السيطرة على زمام الإعلام؛ ولكن ليس يصح إلا الحق والباطل مهما قام فإن نهايته إلى اضمحلال؛ فهٰذه أيضا صورة من الصور.
من الصور أيضا الكلام على أهل الأهواء والبدع، فإذا ما ذكرت صاحب هوى وصاحب بدعة قد أشهر بدعته إما في كتاب وإما في أشرطة أو في الخطب أو في الصحف فتأتي للرد عليه، يقول:
تعهّدني بنصحك في انفراد *** وجنّبني النصيحة في الجماعة
فإنّ النصح في الأقوام نوع *** من التوبيخ لا أرض استماعه
طيب هـٰذا نوع.
نظرنا إلى هؤلاء المزمجرين بهٰذه الأبيات للشافعي وإذا بك حينما ترى الكِّفة تدول عليهم لا يعرفون تعهدني بنصحك في انفراد. "هؤلاء الجامية، هؤلاء المدخلية التابعة لوزارة الداخلية، هؤلاء.." نحن نفخر بأن نكون سامعين مطيعين لولي الأمر سواء وزارة الداخلية أو وزارة الخارجية. نحن داخلنا وظاهرنا إن شاء الله سواء؛ لكن أنت أيها الكذوب تقول هـٰذا الكلام وإذا بك أنت أول واحد ممن يأتي إذا لزّت الأمور أول من يأتي يتمسح عند وزير الداخلية -وفقه الله- وإذا بك تقول قولاً لو قلت أنا عُشره لما وسعتني أرض ولا أظلتني سماء. عندك أين هـٰذا الكلام ذهب؟ لا، فالعدل هنا ضاع والوزن هنا طاش والمكيال انكسر الذي يطالبون بالكيل به فما فيه:
تعهّدني بنصحك في انفراد *** وجنّبني النصيحة في الجماعة
لا، "هؤلاء يجب أن يُكشفوا، هؤلاء المندسون يجب أن تُهتك أستارهم، هؤلاء الذين هم أذناب للسلطان يجب أن يُبين حالهم حتى يحذرهم..." وهكذا من هـٰذا القبيل، فهٰذا من العجب. ومن أعجب العجب أن يُكثروا من الترداد له حتى يوجد من يصدقه للأسف؛ فكانوا كما قيل كالكذاب يكذب الكذبة ثم يذهب يجري ينظر إلى أين انتهت، انتشرت في الآفاق أو لا، ثم بعد ذلك يأتي ويغالط نفسه حتى إنه هل قال ولا ما قال وهو يعلم أنه ما قال؛ فمثل هـٰذا موجود. أين ذهبت هـٰذه النصائح؟ لا وجود لها.
خذوا مثالا آخر: العدل في ذكر الحسنات والسيئات عند المردود عليه؛ نحن أهل السنة السائرين على منهج السلف نقول إن من يُتكلم على شخصه أحد رجلين: مترجَمٌ له تاريخياً ومُحذَّر منه ليسلم الناس من بدعته وشره؛
فأما مترجم له هـٰذه كُتب أسلافنا أرني منها كتاباً واحداً ترجم لواحد من هؤلاء الضُّلال ما ذكر ماله وما عليه في سيرته؟ الحلّاج انظر ماذا قالوا فيه، الطوسي ماذا قالوا فيه، ابن سبعين ماذا قالوا فيه، ابن سينا ماذا قالوا فيه، المعري ماذا قالوا فيه، عُدَّ من هؤلاء المبتدعة ماذا قالوا فيهم في كتب التواريخ التي تُدوِّن حياة الإنسان، كما يقولون السيرة الشخصية أو الذاتية. يُذكر هـٰذا وهٰذا؛ بل من عدل وإنصاف أهل السنة أهل الحديث أنهم إذا شكّوا في المقالة مع أنها مشهورة عن ذلك الزائغ، إذا شكوا فيها أو ما ثبتت عند بعضهم فإنه يحكم ويعلّق الحكم؛ فمثلا حينما تقرأ في (البداية والنهاية) لابن كثير تجد كثيرا من هـٰذا؛ فمثلا ترجمة المعرّي حينما جاء إليها وذكر قوله:
يدٌ بخمس مَئين عسجد وُدِيَت *** ما بالها قطعت في ربع دينار
فرد عليه السُنّي:
عِزُّ الأمانة أغلاها وأرخصها *** ذل الخيانة فافهم حكمة الباري
لما كانت أمينة كانت ثمينة فلما خانت هانت. ولما ذكر أبياته:
غيرُ مُــجدٍ في ملتي واعتـقادي*** نَوْح باكٍ ولا ترنم شـــادِ
خفف الوطء فما أظن أديــم *** الأرض إلا من هـٰذه الأجساد
إلى آخر الأبيات المنكَرة في البعث. قال فيه الإمام الحافظ ابن كثير: إن صحت هـٰذه الأبيات عنه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. هـٰذا هو العدل؛ لكن حينما تأتي إلى كتب للتحذير من المبتدعة وكشف حال هؤلاء الضُلاّل الزائغين فإنك لا تجد إلا فلان قدري ، فلان مرجئ، فلان خارجي، فلان شيعي، فلان رافضي، فلان وضّاع، وهكذا لأن المقصد إيصال الفائدة بأقصر عبارة وهٰذا الذي يقتضيه المقام.
قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ((أما معاوية فصعلوك لا مال له وأما أبو جهم فضرّاب للنساء؛ انكحي أسامة)) الموقف موقف مشاورة، ما تحتاج تخبرها قصة أسامة كلها، قصة فلان كلها، لا هي
الآن مستنصحة فأعطاها الجواب المفيد نعم، فيما يتعلق بموضوعها: هـٰذا ما يصلح يضرب النساء، وهٰذا ما يصلح قال ((فصعلوك لا مال له)) -رَضِيَ اللهُ تعالىٰ عَنْهُمَا- فكان ناصحاً -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وأطبق أئمة السنة على هـٰذا وهٰذه كتب الحديث شاهدة؛
أما الثاني فلا؛ تأتي إلى هـٰذا، هـٰذا هو العدل أو لا؟ طيب، أنت العدل عندك ماهو؟ في كل الأحوال أن تذكر ما له وما عليه. تعالَ إلى أهل السنة إلى السلفيين، حينما يذكرونهم لا يذكرون لهم حسنة واحدة أبداً! ما يذكرونهم إلا بأخبث الأوصاف الكاذبة.
وأضرب لكم مثالاً كما يقولون وخلّوه على المكشوف كما يقولون، فما شابت رؤوسنا ولا لِحانا إلا من هـٰذا. الشاهد، لمّا ترجموا للشيخ محمد أمان -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه- تلكم الترجمة الكاذبة الفاجرة البائرة -قطع الله يد كاتبها- ما رأينا فيها ولا نصف حسنة ولا نصف حقيقة، بينما حينما تسمع كلام العلماء الذي يزعم بعض هؤلاء أنهم يُجلونهم وهم المرجع في هـٰذا الرجل، هـٰذا الرجل اسمع فيه كلام العلماء المعتبرين أئمة الهدى في هـٰذا العصر، منهم من سار إلى الله ومنهم من هو باقٍ -نسأل الله أن يثبتنا وإياه وأن يختم لنا وله بخير-، تجد ثناء هؤلاء الأئمة المعتبرين وتجد قُبح هؤلاء الأفاكين الوضاعين الكذابين، طيب فين العدل؟ أين هو؟
أنتم تقولون إن الله ذكر أهل الكتاب فذكرهم بالعدل فقال: ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ﴾، ﴿وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ﴾ الآية. فذكر لهم ما لهم وما عليهم؛ بغض النظر عن هـٰذا الاستدلال ما هو صحيح؛ لكن سلّمنا أنه صحيح، طيب اجعلونا بمنزلة أهل الكتاب بس، اذكروا على فهمكم للدليل، اجعلونا بمنزلة أهل الكتاب، أهل السنة السلفيين اجعلوهم بمنزلة أهل الكتاب في العدل الذي تزعمونه وأن الله في كتابه عدل مع أهل الكتاب فذكر طائفة من أهل الكتاب بالأمانة وطائفة بالخيانة مع أن الدليل صحيح والاستدلال غير صحيح، كيف ذلك؟
نقول لهم أنه حينما ذكر لهم الطائفة الخائنة لم يذكر لها حسنة، قال: ﴿وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ﴾ هل مدح بشيء؟ ما مدحه بشيء مع أنه يقيناً له حسنات وحينما ذكر من له حسنات هل ذكره بسيئات؟ مع العلم أنه لا يخلُ من أخطاء وسيئات. قال ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ﴾ هـٰذا طائفة ذكره مدحاً ولم يذكر شيئاً من الذم ﴿وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ
إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً﴾ فذكره بالذم والخيانة ولم يذكر له حسنة، هـٰذا هو الاستدلال الصحيح؛ لكن سلمنا على الأول، استدلالكم، فأين الجواب؟ ما في، لا عدل.
وهكذا الأمثلة كثيرة، إذا جئت إلى الردود على أهل الأهواء والبدع قالوا: أنتم تضعفون الإسلام وتفرقون المسلمين! كيف هٰذا؟ قالوا: الأعداء الأصليون يتربصون بنا ونحن قاعدون وجالسون نتناحر فيما بيننا!
إن هـٰذا الكلام صحيح، أما أننا نتناحر فغير صحيح! وأما أننا نبين الحق حتى يسلكه الناس فتصفوَ عقيدتهم ويستقيموا على أمر ربهم فيحصل لهم ما وعدهم به من النصر والتمكين فهٰذا لابد منه. وأنتم ماذا تريدون؟ قالوا: لا، يؤخر الجواب ولا يُرَدّ على هؤلاء. ماشي؛ حينما يتكلم واحد من أهل السنة تجد الكتب عشرات توزع بالمجان وفيها من الأكاذيب ما لا يعد ولا يحصى: أدعياء السلفية، الذين يقولون، الذين يقولون، الذين يقولون، أنا أشتهي أن يُسموا لي واحداً يقول بكذا ويأتوا بمقالته كما قال؛ لأنهم كذابون إما أن يُسموا ويخونوا في النقل، وإما أن لا ينقلوا ولا يُسمّوا؛ لأنهم لو نقلوا لانكشفوا وهٰذا هو التلبيس. فهؤلاء لا لأصلهم التزموا ولا لمن خاصموا أنصفوا ويطالبون بأن ينصفوا في حين أنهم هم لا يقولون بالإنصاف ولا يعملون به؛ فأين هـٰذه الدعاوى التي هم عليها من واقعهم العملي، أين هي؟
طيب، إذا جئت إليهم في كتب الردود يقولون:
هـٰذه الكتب تحدث بلبة وما ينبغي، وهٰذه الكتب فيها كذا وفيها كذا ولا تصلح للناس العامة؛
طيب لا تصلح للعامة نعطيها الخاصة، أهل العلم؟ لا، ما يصح!
طيب ما المقصد؟ لا تردوا !
نأتي إلى السلف أهل السنة نجدهم ما يتركون مبتدعاً؛ بل من مناقبهم الجميلة ومآثرهم الحميدة أنهم لا يستطيع مزي!ف ولا مبتدع أن يزيّف في هـٰذا الدين شيئاً ولا يبتدع فيه شيئاً وهم أحياء؛ فهم أمنة لهٰذا الدين وحفظة له بتوفيق الله -جَلَّ وَعَلا- لهم؛ هـٰذه كتبهم في الردود لا تزال على المبتدعة جيلاً فجيل، قرناً فقرن، إن شئت المذاهب وإن شئت الأشخاص، إن شئت كتباً مفردة في الأشخاص وجدتَ، وإن شئت كتباً مفردة في المذاهب وجدت، وإن شئت كتباً ضمنية في الأشخاص وجدت وإن شئت كلاماً ضمنياً في المذاهب وجدت، موجودة فلا يزالون يتفاخرون بها ويجعلون ذلك من منة الله –جَلَّ وَعَلا-
العظيمة عليهم ويسألون الله -جَلَّ وَعَلا- أن يثبتهم على ذلك؛ فأين أنت من هؤلاء؟ لا، هنا الآن ينقطع، وهنا نرجع إلى الكلام الذي بدأناه فنقول: يصدق على هؤلاء قول القائل:
والدعاوى إن لم تقيموا عليها *** بينات أصحابها أدعيـاءُ
والنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبل هـٰذا كله يقول: ((لو يعطى الناس بدعواهم لادعى أقوام -وفي لفظ أناس- دماء أناس وأموالهم؛ ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر)) فمن ادعى شيئاً فعليه أن يثبته بالدلائل وإلا فهو كاذب، وهٰذا كثير في الساحة لا تستطيع أن تعُده وأضرب لكم مثالين فقط:
بالأمس، ليس المقصد بالأمس الثلاثاء؛ ولكن كل ما فات فهو أمس، بالأمس كانوا يعيرون مشايخ المدينة خصوصاً والسلفيين عموماً بأنهم ساكتون عن الروافض، وهٰذا كتبهم ومقالاتهم وأشرطتهم موجودة بأصواتهم بألسنتهم إلى يومنا هـٰذا شاهدة ولله الحمد، كل شيء مسجل وإن شئت أنا أعطيك اسم الشريط ولا تأخذه من تسجيلات سلفية ولا تأخذه من شخص سلفي، اذهب إلى تسجيلاتهم تجد هـٰذا الكلام فيه. طيب يقولون أهل المدينة ساكتين عن الروافض، عن النخاولة عندهم وهمهم كله حرب الدعاة وهٰذا كذب يعرف ذلك كل من يعرف، المشايخ -ولله الحمد- وما في أحد يكشف عوار الروافض مثل مشايخ الدعوة السلفية ولله الحمد في كل زمان وفي كل مكان، وما أهل المدينة إلا جزء من علماء السلف في هـٰذا العصر، وانظر تجد السلفي في الرياض والسلفي في الشرقية والسلفي في الشمال والسلفي في الجنوب والسلفي في الغرب والسلفي في الشرق كلهم مجمعون على عداوة الروافض ما بين ناشر لكتاب وما بين محذر منهم إذا دعى التحذير منهم في مجلس أو في خطبة، ما بين مبين حال خبث هؤلاء الأقوام في محاضرات إذا دعت الحاجة ونحو ذلك، نعم.
طيب، هَبوا أننا سكتنا عن الروافض خلاص تنزّلنا، هـٰذا القول سلّمنا أنه صحيح وهو من أنكر المنكر؛ لكن سلمنا أنه صحيح، جاؤونا هم، هؤلاء القائلون لهٰذا القول يطالبون بحقوق الروافض فما بين واحد موقعه في الإنترنت وما بين ثان يطالب به بأشرطة وما بين ثالث يطالب به في الجرائد وما بين رابع يطالب به في القنوات الفضائية، لا حياء ولا خجل من الله ولا من خلقه؛ فهب أننا سكتنا عن الروافض، أيهم شر؟ الساكت عن الرد أم المطالب بنصرة الباطل وأهله؟ وهٰذا موجود؛ لكن يا ناس أين من يعي، أين من يجتمع، يدمدمون المسائل وخلاص،وعفا الله عما مضى! لا، إما أن تُبتر وإما أن تُحفر حتى يوصل
إلى الجلد أو اللحم الأحمر ثم يُحشى بالترياق الصحيح الذي يدفن هـٰذا الجرح ويلتئم على الصفاء، هـٰذا لا يُمكن أن يقبلوه؛
فلأجل ذلك يا معشر الإخوان، هؤلاء حريصون على الإعلام، وحرصهم على الإعلام لم يأتِ من فراغ وإنما لأن مؤسس مذهبهم كان ينادي بذلك، كما هو في كتب الإخوان ومن يقرأ كتاباً واحداً فقط وهو كتاب (الإخوان المسلمون: أحداث صناعة التاريخ) يجد هـٰذا ، يجد الذي سمعتموه أنتم في الآونة الاخيرة من الكذب والغش والخداع وجمع التبرعات باسم جمعيات لا وجود لها أو جمعيات في الاسم في الظاهر أنها للجمعية الفلانية وهم يسرقونها. يقول محمود عبد الحليم: "كنا إذا وقع الإخوان المسلمون في ضائقة رفعنا شعار التبرع باسم القضية الفلسطينية"
هـٰذا مكتوب، تبرع جمعية تحفيظ القرآن، ورأيتموه قبل سنتين أو ثلاث سنوات، أين تذهب هٰذه التبرعات؟ لنصرة الذين تعرفون، أصحاب هـٰذا الفكر المنحرف، الإرهاب الذي أتى على الأخضر واليابس في فترة من الفترات؛ ولكن الله -جل وعلا- لهؤلاء بالمرصاد والحمد لله الذي كسر شوكتهم وهٰذه سنة الله في كل خارجي في كل زمان ومكان، كلما خرج منهم قرن كُسر، قُطع، شُف، ما...، يقطع ، ولا يزالون يخرجون، أنتم كونوا على إياس من أن الخوارج سينتهون، هـٰذا غسلوا قلوبكم منه، أبداً لا يمكن أن يتم؛ لكن كلما ظهر منهم قرن قطع، يقطع مرة واحدة حتى يخرج آخرهم مع الدجال؛ لكن من الذي يقطعه؟ أهل السنة ولله الحمد، هـٰذه الآن الأيام التي مضت رأيتها؛
"كنا إذا وقع الإخوان المسلمون في ضائقة مالية رفعنا شعار التبرع باسم القضية الفلسطينية.."
تبرعوا للتحفيظ، تبرعوا للتحفيظ، تبرعوا للجمعيات الخيرية، إلخ، وُجدت هـٰذه الصناديق مكذوبة وأن الذي يُتبرع به يذهب إلى من؟ يذهب إلى هـٰذه الأيدي الآثمة والطرائق المشبوهة التي لا تُنتج إلا هؤلاء.
طيب، هـٰذا القول الآن الذي يقوله هؤلاء، هل جاؤوا به من فراغ أو من مؤسسيهم؟ من مؤسسيهم.
"كنا إذا وقع الإخوان المسلمون في ضائقة مالية رفعنا شعار التبرع باسم القضية الفلسطينية.." واحنا مساكين من الابتدائي نتبرع "ريال فلسطين"، "ريال فلسطين"، أتاري ريال فلسطين ماهو لفلسطين! يروح عند الإخوان المسلمين. تذكرون هـٰذا في الصغر؟ مر بكم "ريال فلسطين"؟ كان يمر "ريال فلسطين" تبرعوا لفلسطين، أتاري ريال فلسطين للإخوان المسلمين. وبعدين كلها لهم كما صرح بذلك محمود عبد الحليم ودريشة وعلّام عنهم وإلخ،... هم، في جيوبهم، مؤلفة قلوبهم، هم، في جيوبهم، الفقراء
هم، في جيوبهم، المساكين هم، في جيوبهم، العاملون عليها هم، الماسكين لها في جيوبهم، كل الأطراف الثمانية هم، واحد؛ والله هـٰذا موجود، ما قلته لإضحاكم؛ لكن اقرؤوا كتبهم؛ فغَصّوا يا معشر الإخوان، غصّوا بطائفة قامت عرفتهم من أول يوم ولله الحمد كان لها ثمار، أهل العلم، بيّن مشايخ المدينة وأهل العلم تفهموا، عُرضت عليهم هـٰذه الأشرطة، قالوا مقالتهم، وكان من نتائج ذلك -ولله الحمد- وجود إخواننا هؤلاء والذين أنتم بعضهم -ولله الحمد- الآن الصوت في الرياض السلفي والصوت هنا في الشباب، في طلبة العلم الشباب؛ لأن الشباب له قوة وله اندفاعة وله انطلاقة؛ فإما ان يوجه للخير وإما أن يوجه للشر، فلله الحمد. قبل، أذكر في أول قيام هـٰذه الفتن ما كنت تجد في المدن إلا الواحد والاثنين، الحمد لله فلله الحمد، الآن تنظر تجد في كل بلدة ولله الحمد، ثم تكشفت الأحوال فبان هؤلاء زيادة. الإعلام.
يقول أيضا في هـٰذا الكتاب: "ولقد كان الإخوان المسلمون يعيشون وضعاً شديد العسر حيث تطاعلهم كل يوم الصحف التي تجانب الدولة، كلها تمطر الإخوان بالافتراء عليهم -هكذا يقول طبعاً على حسب دعواه- وكيل التهم لهم، بينما هم لا يملكون صحيفة واحدة؛ فأدرك الإخوان أن الكلمة لها من الوقع في النفوس والتأثير ماهو أشد من البندقية والمدفع، فحرصوا على أن يستغلوا الإعلام، فسعوا في كثير من البلدان للسيطرة عليها؛ فتجد هؤلاء إذا جاء الكاتب منهم، وإذا بعشرات يكتبون معه، كلهم يؤيدون كتابته، هو يطرحهم وراءه؛ لـمَ؟ لأن الإعلام له أثر في الناس. الآن قامت لهم قنوات، وأنتم الذي لا يشاهد يسمع، ولله الحمد السلفيون أهل السنة ما هم متقوقعون، يرون، ويعيشون واقعهم؛ قالوا: الجهل بالواقع، الجهل بالواقع! لما وجدوا السلفيين أعرف الناس بالواقع حاربوهم لأنهم أول ما وقع على بلاهم السلفيون، هم الذين كشفوهم فقامت الحرب على السلفيين؛ لأنهم هم الخبراء بالواقع حقاً.
فالشاهد، لما جاء هـٰذا الباب، الآن ترون قنوات للصوفية، صح ولا لا؟ فضائية. قنوات لمن؟ للورافض، قنوات للإخوان؛ انظر في هـٰذه القنوات، جد لي دجاجة واحدة سلفية تطلع فيها إن كان صح هـٰذا التعبير، ما تجد سلفياً واحداً يدخل هـٰذه القنوات ولله الحمد؛ بينما هم اللي بالأمس أربعة أشرطة في الرد على الصوفية، الآن يظهر في القنوات الصوفية؛ كتاب في الرد على الأشاعرة، الآن يطلع وينصر الأشاعرة، وكتبه موجودة وأشرطته موجودة. أمس يتكلمون ويقولون أنتم ساكتون عن الروافض، اليوم هم الذين يدعون إلى التعايش مع الروافض!
فهؤلاء حقيقة ما عندهم دين ينطلقون منه، وإنما دينهم دينارهم وعقيدتهم عُملتهم ومنهجهم غايتهم التي يرسمون نصرتها، وهي هـٰذا المذهب الذين يسعون إليه، إقامة هـٰذه الدولة المنشودة؛ وهٰذا الكلام ما جئت به أنا من عندي، هـٰذا صرح به حسن البنا، أول ما قال أن دعوة الإخوان ما قامت إلا لاسترداد الخلافة؛ فهم ساعون من ذلك اليوم لأجل هـٰذا ويتلونون في كل زمان بما يناسبهم؛ فإذا قويت شوكة أهل السنة نافقوهم، وإذا ضعفت شوكة أهل السنة أو ظنوا أنها ضعفت ظهروا؛ ففي حرب الخليج الثانية، حرب الكويت، ظنوا أن أهل السنة انتهوا، ما عاد فيه إلا الإخوان، هـٰذه دولتهم، خلاص ظهروا؛ لما احبط الله كيدهم ورد باطلهم وكشف عوارهم وأطفأ نارهم وأبدى مخازيهم رجعوا هم الآن، اللي أمس يقولون على السلفيين أنهم عملاء وأنهم عند الولاة، هم أول واحد تجدهم هم عن الولاة!
يا معشر الشباب، الذي أدعوكم له أن تتفكروا في هـٰذا وأن تتدبروا وأن تلازموا إخوانكم الذين عاشوا هـٰذه الفترة ومرت بهم وعرفتهم، تستفيدون منهم، هـٰذا باب.
الباب الآخر ونختم به، مع هـٰذا أهل السنة ماشون مشياً متوازياً تحذيرهم من الباطل وفي نفس الوقت تربية، تعليم، تدريس؛ فلا يستهـين الوقت يذهب؛ نعم الرد على البدع جهاد، من أعظم أبواب الجهاد والقائم به مجاهد والواحد يحيي الله به أمة. شيخ الإسلام كان واحد لحاله فأحيا الله به الأمة ولا نزال نستفيد من كتبه إلى يومنا هـٰذا.
نعم فالشاهد، هـٰذا البناء لابد أن يقوم باعتدال، يقوم بتوازي، تحذير من الباطل وأهله وفي الوقت نفسه لا يهمل الأبناء تضرب فيهم العيوب
يا معشر الشباب، يا معشر الإخوان، العلماء موجودون فانتهزوها فرصة، اقرؤوا عليهم، اقرؤوا على أيديهم، حصلوا قبل أن يذهبوا فتندموا عليهم.
أقرأ لبعض هؤلاء في بعض رسائلهم عدد يقول: "وللأسف لم يحصل لي الشرف للتتلمذ عليه". الله يقطع دابر العدو! أنت تعيش عنده في الرياض، ايش اللي منعك ما تتلمذ عليه؟! ليش؟ التوجيه الحزبي، ونحن عشنا في الرياض، أنا أعرف الرياض ما هو من اليوم، أعرفه وأنا طفل، كنت أقيل تحت جبل ابو مخروق عند غنم شميتان في رمضان، أنا أعرف الرياض قطعة قطعة، وحدّ الرياض شمالاً كان وزارة الداخلية الآن، في المطلاع هـٰذا، ما تزيد عنه الرياض.
فالشاهد، هٰذا الأمر حينما تنظر تتأسف، "ما حصلت لي الفرصة "، هل أنت في خراسان أو في نيسابور أو في الأندلس أو أنت في عدن أو أنت في شمال تترستان ؟!! أين أنت؟ أنت تعيش معي في الرياض! إيش المانع؟ المانع، كما قلت لكم أنا أعلم، سمعته أذناي ووعاه قلبي ورأته عيناي، كانوا يقولون لا تأتون بالشباب للمحاضرة لا لا بس خلوا وقت الأسئلة عند الشيخ -الله يغفر له- إذا توفر باقي وقت تأتون بهم لأنهم يعدون أسئلة ويأتون يطرحونها على الشيخ، والشيخ عالم؛ النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((إنما أنا بشر أقضي لكم على نحو مما أسمع، فمن كان ألحن بحجته من بعض قضيت له؛ فمن قضيت له بشيء من مال أخيه فإنما أقطع له قطعة من نارٍ إسطاما، فمن شاء فليأخذها ومن شاء فليدعها)) كما جاء في الصحيح؛ فهٰذا هو المقصد: هم لا يقولون هـٰذا، ليش؟ لأنهم إذا جاؤوا بالشباب، جاؤوا بالناشئة إلى هؤلاء العلماء، بينوا لهم وكشفوا لهم، فهم في حماية ولأجل ذلك سَهُل في المراحل السابقة التي كانت ومضت، سهُل عليهم اصطايدهم أما الآن فلله الحمد والمنّة، نرى هـٰذه الوجوه ونرى إخواننا أينما توجهنا، نرى إقبالاً على السنة، نرى ولله الحمد إخواننا الأساتذة طلبة العلم ولله الحمد ممن نفع الله بهم في جميع أصقاع المملكة فجزاهم الله خيرا
وأسأل الله -سُبْحَانَهُ وتعالىٰٰٰٰ- أن يبارك لي ولكم في أعمارنا جميعاً وأن يوفقنا وإياكم لاتباع سنة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأن يجعلنا ممن ينهل من العلماء الموجودين، علماء السنة بين يديه قبل أن يفوتوا عليه، كما نسأله -سبحانه وتعالىٰٰٰٰ- أن يرزقنا الفقه في الدين والثبات على الهدى حتى نلقاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، ولعلي أكتفي بهٰذا عن هٰذا السيل من هـٰذه السؤالات وهٰذا السيل الباقي وصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ على نبينا محمد.
تم بحمد الله
ابو ميلا د- عدد المساهمات : 139
تاريخ التسجيل : 28/05/2010
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى